بعد رفض خطة الإنقاذ.. هبوط حاد في الأسواق الأوروبية والآسيوية وتراجع أسعار الدولار والنفط والذهب
الأربعاء, 01 تشرين الأول , 2008 - 05:20
عواصم – سانا
شهدت مؤشرات أسواق الأسهم في بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية انخفاضات حادة صباح أمس وذلك على خلفية رفض الكونغرس الأمريكي للخطة التي طرحتها إدارة الرئيس بوش لإنقاذ المصارف الأمريكية التي تعاني من أزمة الائتمان.
فقد انخفض مؤشر فوتسي في لندن بنسبة 3 في المئة، بينما انخفض مؤشر داكس الألماني بنسبة 1,4 في المئة.
وأعلنت موسكو تعليق العمل في بورصتيها بأمر من هيئة التنظيم المالي كما فتحت بورصة باريس على تراجع نسبته 99،1% ليصل المؤشر كاك-40 الى 80،3874 نقطة وبلغ التراجع في بورصة فرانكفورت عند افتتاحها 36،1% ليصل المؤشر الى 5728،30 نقطة.
ولم تكن أسواق أوروبا الخاسر الوحيد جراء رفض خطة الإنقاذ المالية الأمريكية فقد شهدت أسواق آسيا هبوطا حادا في أسعار الأسهم في تعاملات اليوم الثلاثاء .
إذ سجلت بورصة طوكيو انخفاضا حادا بتراجع مؤشر نيكي إلى أدنى مستوى في ثلاثة أعوام، حيث تراجع بنسبة 4.6% مسجلا 11199.07 نقطة بعد خسارته 4.9% في وقت سابق وبلوغه 11160.83 نقطة، وهو أقل مستوى للمؤشر منذ حزيران 2005.
كما هبط مؤشر توبكس الياباني الأوسع نطاقا في بورصة طوكيو بنسبة 4.6% إلى 1076.57 نقطة. وقد سارت الأسواق اليابانية على خطى مؤشر داو جونز الصناعي الأميركي الذي واجه أكبر خسائر له من حيث عدد النقاط على الإطلاق وسجل أكبر انخفاض يومي من حيث النسبة المئوية منذ انهيار أسواق الأسهم عام 1987.
وفي هونغ كونغ انخفض مؤشر هانغ سنغ بنسبة 3.3% بتراجع قادته أسهم بنك إتش.أس.بي.سي وبنك الصين الصناعي التجاري وهما من أكبر البنوك في العالم.
ووجه هبوط أسواق المال ضربة قوية لأسعار الدولار والنفط مع تراجع النفط بنسبة 10% ،وتراجع الدولار إلى أقل أسعار صرفه أمام العملة اليابانية مقتربا من 103.50 ينات قبل وصوله 104.18، وهبط اليورو بنسبة 0.3% إلى 149.51 ينا وتراجع 0.5% إلى 1.4350 دولار.
وتراجعت أسعار الذهب دون مستوى 900 دولار للأوقية بعد رفض خطة الإنقاذ المالي حيث بلغت أمس 932 دولارا، لتصل إلى 894.40 دولارا.
وأقبل المستثمرون على بيع ما لديهم من استثمارات في الأسواق الصاعدة، ساعين إلى الأمان والاستقرار بشراء السندات الحكومية.
وأما أسعار النفط فقد هبطت بشكل حاد إذ انخفض سعر نفط مزيج برنت مسجلا 92.98 دولارا، وتراجع الخام الأميركي الخفيف إلى 95.52 دولارا بعد خسارته 10.52 دولارات أمس في بورصة نيويورك التجارية نايمكس .
وكان مدير صندوق النقد الدولي /دومينيك ستروس كان / حذر قبل يومين من ان الأزمة المالية سيكون لها نتائج طويلة الأجل على الاقتصاد العالمي،و أوضح ان هذا الكساد لن يصل الى حد "غرق" الاقتصاد العالمي، موضحا ان البنوك المركزية تستطيع التعامل مع الأزمة المالية.
كما حذر مدير صندوق النقد الدولي الحكومات الأوروبية من التوسع في الإنفاق العام بشكل يؤدي الى زيادة الديون العامة لانه من الخطأ "إضافة ديون جديدة الى الديون القديمة" لمواجهة الأزمة.
وكانت الأزمة المالية خلال الأسبوعين الماضيين أدت الى مشكلات واسعة لمجموعة من المؤسسات المالية الكبيرة في الولايات المتحدة وبريطانيا، والتي تعاني بشكل أساسي من نقص حاد في السيولة ومن ابرز هذه المشكلات تعرض بنك واشنطن ميوتشوال الى الانهيار، وقيام مكتب الإشراف على المدخرات والقروض باستملاكه وبيعه لبنك جي بي مورجان واعلان إفلاس بنك الاستثمار الأمريكي ليمان براذرز، كما تم إنقاذ بنك ميريل لينش ببيعه الى بنك أوف أميركا.
ومن المشكلات التي أدت إليها الأزمة أيضاًشراء الحكومة الأمريكية نحو 80% من حجم أعمال شركة ايه اي جي، اكبر شركة تأمين في العالم، لإنقاذها من الإفلاس وتأميم الحكومة البريطانية بنك برادفورد آند بيجلي للإقراض العقاري لمنع إشهار إفلاسه إضافة إلى تعرض بنك هيبو ريال استيت للاقراض في ألمانيا إلى أزمة شديدة في السيولة.
واتفاق حكومات هولندا وبلجيكا ولوكسمبورج على استثمار مبلغ 11.2 مليار يورو في مؤسسة فورتيس للخدمات المالية، وهو ما يعني عمليا تأميمها.
يذكر أن مجلس النواب الأمريكي رفض الخطة الرامية لمعالجة أزمة النظام المصرفي والتي تبلغ تكاليفها 700 مليار دولار بغالبية 228 صوتاً مقابل 205 صوتاً وتقضي الخطة بإنشاء مؤسسة لشراء الديون المتعثرة بمبلغ 700 مليار دولار من البنوك والمؤسسات المالية الأمريكية