مدير الحقول شكل لجنة تحقيق بالحادثة .. تسمم 42 عاملاً في حقول الجبسة للنفط
الحسكة
صحيفة تشرين
اقتصاد
الاثنين 11 أيار 2009
خليل اقطيني
تلقى مكتب صحيفة تشرين بالحسكة صباح أمس الأحد عدداً من الاتصالات الهاتفية من بعض العمال في مديرية حقول الجبسة للنفط (جنوب المحافظة) حول تسمم عدد من العمال نتيجة لتناول الوجبة الغذائية المقررة في مطعم الحقول، وأشار العمال في اتصالاتهم أن هناك من يحاول (لفلفة) الموضوع والتغطية عليه من خلال تصوير الأمر على غير حقيقته بأنه أمر عادي ونفى وجود أي حالة تسمم.
وبالاتصال مع مدير حقول الجبسة للنفط الجيولوجي منير إبراهيم اكتشفنا أنه لم ينف الموضوع ولم يحاول التغطية عليه بل تحدث بكل صراحة ووضوح وكان بمنتهى التعاون معنا مؤكداً أن القضية برمتها أحالها إلى الرقابة الداخلية للتحقيق بها وبملابساتها وإذا أثبت التحقيق وجود حالات تسمم ستتم محاسبة المسؤول عن ذلك (لأن صحة العمال في مقدمة أولويات الادارة ولا يمكن أن تتهاون بهذا الموضوع على الإطلاق كائناً من يكون الفاعل..)
وأوضح إبراهيم أن الحادثة وقعت يوم الخميس الماضي، أثناء سفره إلى خارج المحافظة لمتابعة قضايا تخص العمل والانتاج، وتتلخص بإصابة 42 عاملاً بأعراض مرضية مترافقة بإقياء وإسهال ومغص والبعض منهم راجع الطبابة في المديرية وقدم له العلاج اللازم، وأضاف أنه فور عودته من السفر قام بإحالة الموضوع إلى الرقابة الداخلية للتحقيق به ومعرفة ملابساته بالتفصيل، وذلك من أجل تحديد الحالة المرضية التي أصيب بها هؤلاء العمال، هل هي تسمم أم شيء آخر وبالتالي حصر أسبابها (لكي نتمكن من الوصول إلى المتسبب بها ومحاسبته على الرغم من أن التغذية ووجبات الطعام ومكوناتها في المديرية تخضع لرقابة مشددة من كل النواحي ولا سيما الناحية الصحية كما أن العاملين في قسم التغذية هم من خيرة العمال وملتزمون بكل شروط النظافة العامة والقواعد الصحية اللازمة).
ووعد مدير حقول الجبسة بتزويدنا بنسخة من التقرير الرقابي فور صدوره.
أما الدكتور سلمان خضور رئيس شعبة الطبابة في مديرية حقول الجبسة
فقال: إنه عند الساعة الثامنة والربع من بعد ظهر الخميس الماضي الموافق 7/5/2009 راجع شعبة الطبابة في المديرية 27 عاملاً يعانون من قولنجات مترافقة بإسهال وإقياء وهي أعراض لا يمكن أن تدل لوحدها على وجود تسمم بشكل قاطع جازم لأنها تتشابه مع أعراض لحالات صحية أخرى ولا سيما أن عدد العمال المصابين بهذه الحالة قليل مقارنة مع عدد العمال الذين أكلوا من نفس الطعام ونفس الوجبة والبالغ بحدود 1500 عامل ولهذا تمت إحالة عدد من العمال إلى مدينة الحسكة لإجراء تحاليل طبية للتأكد من الحالة وتحديدها بدقة في ضوء نتائج التحليل.
وأوضح أنهم درسوا مكونات الوجبة الصباحية (الإفطار) ووجبة الغداء وتأكدوا أن هذه المكونات سليمة وجميعها صالحة للاستهلاك ولم يمض على موعد بدء صلاحيتها إلا فترة وجيزة، الأمر الذي جعل الأنظار تتجه صوب الماء لكن حتى هذا الاحتمال يبقى ضعيفاً لأن الجميع يشرب من نفس خط المياه وهو خاضع للرقابة والتحليل باستمرار على الرغم من أن ارتفاع نسبة الكبريتات في الماء بشكل طفيف وإذا ترافق ذلك مع بعض أنواع الطعام كالحمص من الممكن جداً أن يؤدي إلى الأعراض نفسها التي أصيب بها هؤلاء العمال وبشكل خاص لدى من يعانون من وجود زحار مزمن لديهم وسوف يحسم التحقيق الأمور وتنجلي الحقيقة في ضوء ذلك.
ومن الجدير ذكره أن حالة مشابهة حدثت منذ عامين في مديرية حقول الجبسة للنفط نتيجة لتناول العمال جبنة منتهية الصلاحية.